رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور الشيخ بوعمران
لا يرى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور الشيخ بوعمران مانعا من ظهور النساء المحجبات من غير خمار في صور الوثائق البيومترية مثلما هو محتمل، معتبرا ذلك ضمن إملاءات العولمة "هناك أمور تأتينا من العالم نأخذ بها".
قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أمس على هامش انعقاد الملتقى الدولي حول "الإسلام والعلوم العقلية بين الماضي والحاضر"، ردا على أسئلة الصحفيين بخصوص إمكانية منع صور النساء المحجبات بالخمار في الوثائق البيومترية "ليس لنا (المجلس الاسلامي الأعلى) موقفا من كل شيء، نحن نفتي في الدين أما هذه الإجراءات الإدارية ففيها قوانين"، معتبرا أن رجال القانون هم أقدر على الرد على هذه المسائل، حيث قال "هذا تصرف إداري تسهيلا لمهمة تشمل العالم بأسره"، معترفا أن هناك مسائل تفرض على الدول فرضا تمليها ظروف عالمية تتجاوز الأمور الدينية حسبه "كل دولة فيها قوانين وضعية هي حرة فيها"، مجددا موقف المجلس الذي ينظر في الأمور الدينية المستجدة وليس في القضايا الإدارية "نحن نفتي في الدين وليس في القانون".
وعن أمور الخمار والحجاب قال الدكتور بوعمران "ديننا دين حياء ونحن أهل حياء، ولا يهمنا أن تلبس المرأة قبعة أو طاقية أو خمارا أو تخرج حتى دون حجاب فهي حرة في ذلك، المهم أن تكون مصلية ومتخلقة وصاحبة حشمة".
وفي كلمته في افتتاح أشغال ملتقى "الإسلام والعلوم العقلية بين الماضي والحاضر" أكد الدكتور بوعمران أن الملتقى هو "رد" على تساؤلات بعض المفكرين حول مدى انسجام الإسلام مع العقل ومدى إسهامه في الحضارة العالمية، معتبرا تلك التساؤلات ناتجة عن قلة الاطلاع على الثقافة الإسلامية من بداية ظهورها وغياب الاهتمام بها من قبل بعض الباحثين والعلماء والإعلاميين خاصة في العالم الغربي، وأشار إلى أن القرآن الكريم والسنة النبوية كلاهما "حثا على أهمية العلم والمعرفة والبحث والاطلاع في العلم العقلي".
في موضوع آخر كشف الشيخ بوعمران أن المجلس قدم تقريرين أنجزهما عن دار الإفتاء التونسية بمناسبة زيارة نائب رئيسه إلى تونس الشيخ محمد الشريف قاهر الذي اطلّع على هيكلة وسير دار الإفتاء التي تريد الجزائر أن تستقي منها مثالا لمؤسسة مفتي الجمهورية التي تأخر إنشاؤها، حيث قال "من يحق له الإفتاء لا بد أن تكون له ثقافة راسخة في الإسلام والثقافات الأخرى إضافة إلى صفات الإمام من التقوى والتفسير والحديث والأدب وكل ما يتعلق بوظيفته لأنه ينقل الإسلام الصحيح إلى الجمهور"، حيث يرى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أن أفضل طريقة لاختيار المفتي هي المسابقة.