بشق الأنفس وبعد مباراة مثيرة ، انتزع المنتخب الكاميروني لكرة القدم بطاقة التأهل الأخيرة إلى دور الثمانية ببطولة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين المقامة حاليا في أنجولا بتعادله الثمين مع نظيره التونسي 2/2 اليوم الخميس في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الرابعة في الدور الأول للبطولة.
وأطاح المنتخب الكاميروني (الأسود التي لا تقهر) بالمنتخب التونسي (نسور قرطاج) من البطولة وحجز الفريق مقعده في الدور الثاني (دور الثمانية) بصعوبة بالغة.
واستفاد المنتخب الكاميرون من لائحة البطولة التي تعود إلى النتائج المباشرة بين الفرق في حالة تساوي فريقين أو أكثر في عدد النقاط مع نهاية مباريات الدور الأول.
وتساوت منتخبات الكاميرون وزامبيا والجابون في رصيد أربع نقاط لكل منهم بينما خرج المنتخب التونسي برصيد ثلاث نقاط.
وحقق كل من المنتخبات الثلاثة المتساوية في رصيد النقاط الفوز على أحدالفريقين الآخرين وخسر أمام الآخر لتحتكم الفرق الثلاث إلى عدد الأهداف في المواجهات المباشرة بين هذه الفرق الثلاثة والتي وضعت زامبيا على القمة وتلتها الكاميرون بينما خرج المنتخب الجابوني من البطولة صفر اليدين.
وبذلك يلتقي المنتخب الكاميروني في الدور الثاني (دور الثمانية) مع نظيره المصري حامل اللقب في مواجهة مكررة لنهائي البطولة الماضية عام 2008 بغانا.
بينما يلتقي المنتخب الزامبي في دور الثمانية مع نظيره النيجيري في مواجهة مكررة لنهائي البطولة عام 1994 بتونس.
وشهدت مباراة المنتخبين الكاميروني والتونسي بمدينة لوبانجو إثارة بالغة حيث تقدم المنتخب التونسي مرتين وتعادل المنتخب الكاميروني في المرتين وفشل كل من الفريقين في تحقيق الفوز في الدقائق الأخيرة من المباراة.
وجاء الهدف التونسي الأول مع بداية المباراة حيث سجله أمين الشرميطي في الدقيقة الأولى من المباراة وتعادل صامويل إيتو للمنتخب الكاميروني في الدقيقة 47 ثم سجل زميله أورليان تشيدو الهدف الثاني للمنتخب التونسي عن طريق الخطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 63 وتعادل جويل نجومو مجددا للمنتخب الكاميروني في الدقيقة 64 .
وشهدت الدقيقة 88 طرد اللاعب التونسي عمار جمال لحصوله على الإنذار الثاني في المباراة.
وتعقدت الأمور في هذه المجموعة نظرا لتساوي منتخبات زامبيا والكاميرون والجابون في عدد النقاط ولكن عدد الأهداف المسجلة للمنتخب الزامبي في المواجهات المباشرة مع الكاميرون والجابون رجح كفته على حساب المنتخب الكاميروني.
وتجنب المنتخب الزامبي بذلك المواجهة الصعبة مع المنتخب المصري في الدور الثاني بينما سيواجه المنتخب الكاميروني منافسه المصري العنيد الذي تغلب عليه 1/صفر في نهائي البطولة الماضية لتكون المباراة بينهما يوم الاثنين المقبل في مدينة بينجيلا مواجهة ثأرية لأسود الكاميرون.
قدم الفريقان عرضا جيدا وسريعا في الشوط الأول وإن عاب الفريق الكاميروني التوتر الشديد بسبب اهتزاز شباكه مبكرا كما وقع مدافعوه في العديد من الأخطاء الساذجة التي كادت تتسبب في اهتزاز شباكه أكثر من مرة لولا عدم التركيز من جانب المنتخب التونسي.
وعلى الرغم من الأخطاء التي وقع فيها المدافع المخضرم ريجبور سونج خلال مباراتي الفريق الماضيتين أمام الجابون وزامبيا ، بدا الدفاع الكاميروني مهتزا بشكل كبير في غياب سونج الذي جلس على مقاعد البدلاء بينما لعب المهاجم محمدو إدريسو منذ بداية اللقاء.
وفاجأ المنتخب التونسي منافسه بهدف مبكر بعد مرور 50 ثانية فقط من المباراة حيث استغل الشرميطي الكرة العرضية التي لعبها زميله خالد السويسي من ناحية اليمين وقابلها برأسه مباشرة إلى داخل الشباك على يمين حارس المرمى الكاميروني كارلوس كاميني.
ومنح الهدف المنتخب التونسي ثقة كبيرة فواصل الفريق ضغطه الهجومي على المرمى الكاميروني في ظل اهتزاز مدافعي الأسود.
وسدد يتاسين ميكاري كرة قوية من ضربة حرة في الدقيقة الرابعة تصدى لها الحارس الكاميروني بصعوبة بالغه وأخرجها لضربة ركنية.
وضح الارتباك والتوتر على لاعبي الكاميرون وشهدت الدقائق التالية التحاما قويا بين التونسي كريم حقي والكاميروني إدريسو ليصاب كل منهما حيث نزفت الدماء من فم حقي ومن رأس إدريسو وتلقى اللاعبان العلاج وعادا للمباراة بينما نال التونسي عصام جمعة إنذارا في الدقيقة السابعة للخشونة مع ألكسندر سونج.
ووضحت الثقة على أداء المنتخب التونسي فتصدى الفريق لجميع المحاولات الكاميرونية لاختراق منطقة جزاء المنتخب التونسي.
لذلك لجأ جان ماكون إلى التسديد من خارج منطقة الجزاء ولكن تسديدته ذهبت ضعيفة وبعيدة عن المرمى في الدقيقة 15 .
واصل المنتخب الكاميروني محاولاته الهجومية وتكرر خروج إدريسو لتلقي العلاج حيث نزفت الدماء من رأسه كما غاب التركيز والدقة عن هجمات الأسود فلم تشكل أي خطورة على المرمى التونسي وحارسه أيمن المثلوثي.
بمرور الوقت ، فرض المنتخب الكاميروني سيطرته التامة على مجريات اللعب ولكن التوتر كان السمة السائدة للأداء.
ووجه الحكم تحذيرا شفهيا في الدقيقة 25 إلى كل من التونسي كريم حقي والكاميروني صامويل إيتو بسبب مشادة بينهما نتيجة التحام قوي بين حقي وإدريسو.
وشهدت الدقائق التالية ضغطا كاميرونيا مكثفا وتعددت الضربات الركنية على المنتخب التونسي ولكن أسود الكاميرون فشلوا في استغلالها.
ونال محمد علي نفخة لاعب المنتخب التونسي إنذارا في الدقيقة 28 للخشونة مع الكاميروني جورج ماندجيك خارج حدود منطقة جزاء تونس مباشرة ولعب إيتو الضربة الحرة ولكن ألكسندر سونج لم يصل اليها برأسه لتضيع فرصة خطيرة للمنتخب الكاميروني.
وشهدت الدقيقة 30 هجمة خطيرة للمنتخب الكاميروني ولكن المثلوثي خرج من منطقة جزائه وتصدى للكرة بيده لينال إنذارا ويحتسبها الحكم ضربة حرة سددها إيتو قوية لتلمس أحد لاعبي المنتخب التونسي وتخرج إلى ركنية لعبها لاندري جويل نجومو ولكن الدفاع التونسي شتتها سريعا.
وواصل المنتخب الكاميروني سيطرته وهجماته لكنه افتقد للدقة والجدية في إنهاء هذه الهجمات ليمنح الثقة تدريجيا إلى المنتخب التونسي الذي استعاد توازنه في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول وفرض سيطرته على مجريات اللعب دون جدوى.
وكانت آخر الهجمات في الشوط الأول من نصيب المنتخب التونسي اثر هجمة خطيرة للفريق في الدقيقة 45 أنهاها ميكاري بتسديد الكرة في الشباك من الخارج بعدما راوغ الدفاع الكاميروني المعتز لينتهي الشوط الأول بتقدم المنتخب التونسي بهدف نظيف.
ومع بداية الشوط الثاني دفع المدرب الفرنسي بول لوجان المدير الفني للمنتخب الكاميروني بلاعبه بيير ويبو بدلا من ماكون لتدعيم هجوم الفريق بحثا عن تسجيل هدف التعادل.
ولم تمض سوى دقيقة واحدة حتى تحقق له ما أراد حيث مرر إدريسو بعقب القدم كرة رائعة إلى البديل ويبو الذي كافأ مدربه ومرر الكرة بإتقان داخل منطقة الجزاء التونسية إلى إيتو ليسددها إيتو زاحفة في الزاوية البعيدة حيث اصطدمت الكرة بباطن القائم وتهادت إلى داخل الشباك مع بداية الدقيقة 47 .
وجاء اللعب في الدقائق التالية سجالا بين الفريقين حيث بذل زهير الذوادي وميكاري والشرميطي وعصام جمعة جهدا كبيرا وكثفوا هجومهم بحثا عن التقدم مجددا ولكن الحظ عاند نسور قرطاج في أكثر من كرة ومنها الهجمة التي شنها الذوادي في الدقيقة 49 حيث فضل اللاعب التمير في النهاية بدلا من التسديد لتضيع الفرصة.
وشهدت الدقيقة 51 هجمة خطيرة لأسود الكاميرون ولكن المدافع التونسي عمار جمال أنقذ الموقف في الوقت المناسب وأطاح بالكرة إلى ضربة ركنية لعبها إيتو واصطدمت بأحد زملائه وخرجت إلى ضربة مرمى.
ودفع المدرب فوزي البنزرتي المدير الفني الوطني للمنتخب التونسي بلاعبه شوقي بن سعادة في الدقيقة 52 بدلا من محمد علي نفخة لزيادة القدرات الهجومية للفريق.
وأهدر إيتو هدفا مؤكدا للكاميرون في الدقيقة 52 اثر كرة عرضية قابلها بضربة رأس ولكنها ذهبت عاليا بعيدا عن المرمى.
ونال اللاعب الكاميروني جيلس بينيا إنذارا في الدقيقة 54 للخشونة.
وتوالت الهجمات على المرميين ولكن قلة التركيز وعدم الدقة كانا من الأسباب الرئيسية في عدم اهتزاز الشباك.
وفي الوقت الذي بحث فيه أسود الكاميرون عن هدف الفوز فاجأ اللاعب الكاميروني تشيدو الجميع بتسجيل الهدف الثاني للمنتخب التونسي في الدقيقة 63 عن طريق الخطأ في مرمى فريقه وسط ذهول الجميع حيث حاول الإطاحة بالكرة الطولية التي لعبها بن سعادة ولكنه حولها برأسه ساقطة من خلف حارس مرماه كاميني إلى داخل الشباك.
ولكن فرحة المنتخب التونسي بالهدف لم تدم طويلا حيث سجل نجومو هدف التعادل للأسود في الدقيقة التالية مباشرة بتسديدة قوية من حدود منطقة الجزاء لم يستطع الحارس التونسي المثلوث التصدى لها.
وبعدها اهتز أداء المنتخب التونسي وعاد اللعب سجالا بين الفريقين وإن كان المنتخب الكاميروني أكثر حرصا على الدفاع حيث أدرك أن التعادل يكفيه للتأهل إلى دور الثمانية.
ولذلك لم يتردد بول لوجان في الدفع بلاعبه المخضرم ريجبور سونج في الدقيقة 70 بدلا من بينيا لتدعيم الدفاع والحفاظ على نتيجة التعادل.
وتعددت الفرص على المرميين وازدادت حدة الخشونة بين اللاعبين مع اقتراب المباراة من نهايتها فنال التونسي عمار جمال إنذارا في الدقيقة إنذارين في الدقيقتين 83 و88 ليطرد من الملعب وسط ذهول شديد من لاعبي تونس الذين احتجوا بشدة على الحكم.
ولم يستطع أي من المنتخبين تسجيل هدف الفوز في الدقائق المتبقية رغم احتساب ست دقائق كوقت بدل ضائع لينتهي اللقاء بالتعادل الذي صعد بأسود الكاميرون لدور الثمانية وأطاح بنسور قرطاج خارج البطولة بعد أداء مشرف من الفريق وقرارات غريبة من الحكم في بعض فترات المباراة.