على مدار عقود طويلة ، أنجبت كرة القدم الأفريقية العديد من نجوم الساحرة المستديرة الذين تركوا بصماتهم على البساط الأخضر وفي قلوب المشجعين داخل القارة السمراء وخارجه.
ولكن عددا قليلا من هؤلاء النجوم نجح في الجمع بين جمال الأداء وروعة الإنجازات وتحطيم الأرقام القياسية لأن الإنجازات والأرقام لا ترتبط كثيرا بالأداء الفني أو المهاري الرائع في الملعب.
لذلك لم يكن غريبا أن يخطف لاعب خط الوسط أحمد حسن قائد المنتخب المصري الأضواء من الجميع في نهائيات كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين المقامة حاليا في أنجولا.
وعلى الرغم من وجود العديد من النجوم المحترفين في أكبر الأندية الأوروبية مثل الإيفواري ديدييه دروجبا والكاميروني صامويل إيتو والغاني مايكل إيسيان والنيجيري جون ميكيل ، كان أحمد حسن المشهور بلقب "الصقر" هو أبرز اللاعبين الذين تركوا بصمة واضحة في البطولة الحالية حتى الآن.
ولعب الصقر دورا كبيرا في بلوغ فريقه الدور قبل النهائي للبطولة التي سبق وأن قاده للفوز بها ثلاث مرات سابقة أعوام 1998 في بوركينا فاسو و2006 بمصر و2008 بغانا.
وإذا فاز الصقر مع المنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) بلقب البطولة الحالية سيكون أول لاعب يتوج باللقب الأفريقي أربع مرات وهو إنجاز يصعب على أي لاعب تحقيقه مجددا.
ولكنه لن يكون الرقم القياسي الوحيد الذي يحطمه أحمد حسن في البطولة الحالية أو في مسيرته مع المنتخب المصري بشكل عام.
ومع بداية البطولة الأفريقية الحالية في أنجولا تربع الصقر مع اللاعب الكاميروني المخضرم ريجبور سونج على قائمة أكثر اللاعبين المشاركين في البطولات الأفريقية برصيد ثماني بطولات لكل منهما.
وأصبح الصقر أول لاعب مصري يشارك في ثماني بطولات لكأس الأمم الأفريقية متفوقا على المهاجم الشهير السابق حسام حسن الذي كان أول لاعب مصري يشارك في البطولة سبع مرات وذلك عام 2006 بمصر.
والأكثر من ذلك أن مشاركات الصقر جاءت في ثماني بطولات متتالية بينما كانت أولى مشاركات مواطنه حسام حسن في بطولة عام 1986 ولكنه غاب عن بطولتي 1990 و1994 و1996 و2004 .
وقاد الصقر المنتخب المصري إلى تحطيم رقم قياسي لعدد المباريات المتتالية التي يحافظ فيها أي منتخب على سجله خاليا من الهزائم في نهائيات كأس أفريقيا حيث كان الرقم السابق مسجلا للمنتخب الكاميروني برصيد 12 مباراة متتالية خاضها الفريق بين عامي 2000 و2004 .
ولكن المنتخب المصري بقيادة الصقر حطم هذا الرقم في البطولة الماضية بغانا عام 2008 حيث كان فوزه في المباراة النهائية على الكاميرون هو المباراة الثالثة عشر على التوالي للفريق التي يحافظ فيها على سجله خاليا من الهزائم في النهائيات.
وكانت بداية هذه السلسلة خلال مباراة الفريق أمام نظيره الكاميروني بالذات في الدور الأول بنهائيات بطولة 2004 في تونس.
وواصل الصقر وأحفاد الفراعنة تألقهم في البطولة الحالية وعززوا هذا الرقم القياسي بأربعة انتصارات متتالية لتصبح مباراتهم أمام أسود الكاميرون هي السابعة عشر على التوالي بدون أي هزيمة في النهائيات منذ عام 2004 .
وخلال هذه المباريات السبعة عشر حقق المنتخب المصري 13 فوزا وتعادل في أربع مباريات وسجل لاعبوه 36 هدفا واهتزت شباكه تسع مرات فقط.
كما شهدت المباراة الماضية رقما قياسيا جديدا شخصيا للصقر حيث خاض المباراة 170 له مع الفريق ليحطم بذلك الرقم القياسي السابق المسجل باسم حسام حسن أيضا وهو 169 مباراة دولية مع منتخب مصر.
ولم يعد الصقر صاحب الرقم القياسي في مصر فقط بل وفي القارة السمراء بأكملها حيث يحتل المركز الثالث بين لاعبي العالم في عدد المباريات الدولية بعد حارس المرمى السعودي محمد الدعيع (181 مباراة) والمكسيكي كلاوديو سواريز (177 مباراة) .
وشهدت مباراة الفريق أمام نظيره الكاميروني أمس الأول أيضا ملحمة جديدة للصقر المصري حيث أكد هذا اللاعب الذي تجاوز الرابعة والثلاثين من عمره أنه نموذج للأداء الرجولي والحماسي ومصدر لا ينضب للطاقة والنشاط بين صفوف المنتخب المصري.
وسجل حسن ثلاثة أهداف في هذه المباراة كان أولها عن طريق الخطأ في مرمى فريقه عندما حاول إبعاد الضربة الركنية التي لعبها النجم الكاميروني أشيلي إيمانا ولكنه حولها برأسه إلى داخل الشباك المصرية.
ولكن اليأس لم يتسرب إلى اللاعب فنجح في تسجيل هدفين في شباك المنتخب الكاميروني ليقود أحفاد الفراعنة إلى الفوز 3/1 ويصبح أول لاعب في تاريخ بطولات كأس الأمم الأفريقية يهز شباك فريقه والفريق المنافس خلال مباراة واحدة بالنهائيات.
ولذلك لم يكن غريبا أن يصفه موقع الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) على الانترنت اليوم الأربعاء بأنه "نجم النجوم" .
واستهل الصقر مسيرته مع المنتخب المصري في 29 كانون أول/ديسمبر 1995 وذلك خلال مباراة ودية خسرها المنتخب المصري 1/2 أمام نظيره الغاني (النجوم السوداء).
وكان ضمن صفوف المنتخب المصري في كأس الأمم الأفريقية 1996 بجنوب أفريقيا لتكون أول مشاركة له في النهائيات.
ولعب الصقر دورا كبيرا في فوز الفريق بالبطولة التالية التي استضافتها بوركينا فاسو عام 1998 كما سجل أحد هدفي فريقه في المباراة النهائية للبطولة والتي فاز بها 2/صفر على منتخب جنوب أفريقيا.
وعلى مدار ثماني مشاركات في البطولة الأفريقية ، خاض الصقر حتى الآن 30 مباراة في النهائيات كما شارك مع الفريق مرتين في كأس العالم للقارات وذلك في عامي 1999 و2009 حيث خاض خلالهما ست مباريات بخلاف مشاركته مع الفريق في العديد من المباريات بالتصفيات الأفريقية و80 مباراة ودية رغم انشغاله برحلة احترافه في تركيا وبلجيكا.
وخلال 170 مباراة دولية مع الفريق ، نجح المنتخب المصري في تحقيق الفوز في 87 منها وسجل الفريق 303 أهداف واستقبلت شباكه 170 هدفا.
وإلى جانب رغبة اللاعب في الفوز مع منتخب بلاده بلقب البطولة الحالية ، يتمنى الصقر أيضا تحطيم الرقم القياسي في عدد المباريات التي يشارك فيها أي لاعب في النهائيات وهو الرقم الذي يستحوذ عليه ريجبور سونج برصيد 36 مباراة خاض منها 35 مباراة منذ الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة بينما شارك في الدقيقة 69 من مباراة فريقه أمام تونس في الدور الأول للبطولة الحالية.
ويستطيع الصقر معادلة هذا الرقم إذا شارك مع الفريق في مباراته بالدور قبل النهائي للبطولة غدا ثم شارك في المباراة النهائية في حالة الفوز غدا أو مباراة تحديد المركز الثالث في حالة الهزيمة غدا على أن يشارك في أربع مباريات بالبطولة التالية التي تستضيفها غينيا الاستوائية والجابون عام 2012 وذلك في حالة تأهل أحفاد الفراعنة للبطولة.