--------------------------------------------------------------------------------
إن كنتَ ممن قرأ شعراً للغرب فستعرف حتماً إلى أي درجة يخاف هؤلاء من الموت!
الحقيقة التي لا جدال فيها حتى في أذهان أولئك الذين لا يؤمنون بحقيقة البعث والنشور
تبدو جليةً للعيان..فالكل يتفق على أن
الموت قادم لا محالة
ديفيد لورنس مثلاً أحد أشهر شعراء القرن التاسع عشر
كتب قصيدة كاملة عن (وجوب الاستعداد للموت)
أسماها ( سفينة الموت)..
(The Ship of Death)
اخترت لكم بيتين منها يقول فيها:
Oh build your ship of death,your little ark
And furnish it with food,with little cakes,and wine
For the dark flight down oblivion.
في هذه الرحلة التي ستقضيها لوحدك
تزود لها بقدر ما تستطيع!
أكثر من خمسين بيتاً لا يتحدث فيها عن غزل أو مدح
كلها عن الموت..!
* * *
ألفريد هاوس مان أيضاً..معظم قصائده عن النهاية..
عن الموت الذي يأخذك فجأة ولو كنتَ في أقصى لحظات النجاح
Eyes the shady night has shut
Cannot see the record cut,
And silence sounds no worse than cheers
After earth has stopped the ears:
فحين ينطق الموت..تخرس جميع الأصوات
* * *
جون دن من أشهر شعرائهم دوَن قصيدة كاملة يخاطب فيها الموت
يطلب فيها من الموت ألا يكون متكبراً لأنه لا يخشاه أبداً!!!
Death, be not proud, though some have called thee!
إلى أن يقول في آخرها : أن الموت يجب أن يموت
And death shall be no more,death, thou shalt die
ثم ما إن تنهي قراءة القصيدة حتى تكتشف أنه ليس فقط يخاف الموت
بل هو يرتجف رهبةً منه!
أذهلتني معظم القصائد التي درستها لهؤلاء إلى الحد الذي جعلني أتساءل:
من يهاب الموت أكثر..المسلم أم الكافر؟؟
!
!
!
قد يبدو لكم سؤالي خيالياً أو خارجاً عن المنطق..
ولكم أن تجيبوا على سؤال كهذا..
ولكن
.
.
شدتني هذه التأملات إلى حقائق أغفلناها..وتجاهلنا طيلة زمن..
حقائق أرشدتني إلى الفرق بيننا وبينهم..
أستميحك أولاً أن تصدح بهذه الكلمة من كل قلبك
رددها بإيمان فلعلك لم تدرك قيمتها إلى الآن!
الحمد لله..
الحمد لله..
على نعمة الإسلام
أمثال هؤلاء عبوا من ملذات الحياة أشهاها وأمتعها..
جربوا كل ما يحلو لهم..وتصرفوا كيفما أملت عليهم رغباتهم
ومع هذا فحياتهم كئيييييييييبة إلى الحد الذي يتمنون فيه الموت!
وهي أيضاً( meaningless) إلى الحد الذي جعلهم يفكرون بالموت!
بعضهم قرأ مجلدات أرسطو ونظريات أفلاطون بحثاً عن الحقيقة الخالدة
بحثوا..وسألوا..منهم من اهتدى ومنهم من ضلوا
رغم انفتاحهم
رغم تطورهم
مازال الموت يخيفهم
لأنهم يعيشون في ضياع!
لا استقرار ولا ثبات
لا حقيقةً خالدة يناضلون من أجلها!
ولا مبدأ أزلي يسعون لتحقيقه
وهم مع هذا..
يدركون كم هو الموت قاسي..وكم هو صعب!
ويجهدون أنفسهم لأخذ كل الاحتياطات لتلافي المعاناة مع الموت
لكنهم يفتقدون لأهم سلاح يواجه به الموت
سلاحٌ ولدنا أنا وأنت ونحن نحمله..
رضعنا ونحن نتمسك به
نشأنا محافظين عليه
قلها الآن بصدق
الحمد لله على نعمة الإسلام!
لأن العقل وحده لا يكفي
ولأنك قد تقضي جلَ عمرك لتعرف
نعمة الإيمان بالقضاء والقدر
نعمة الاستعداد الصحيح والاستسلام لما بعد الموت
نعمة لا إله إلا الله
التي أوصلتكَ إلى حالة من الوعي تجعلك تقرأ هذا الموضوع الآن بكل اطمئنان
وثقة
وإيمان